الأربعاء، 23 أغسطس 2017

لماذا رفعت البر في موضع ونصبت في آخر في القرآن الكريم ؟


لماذا نُصبت كلمة ( البر ) في الآية 177 من سورة البقرة؟ و رُفعتْ في الآية 189 ؟



يقول الله تعالى في الآية رقم 177 من سورة البقرة :

((لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ))

ليس البر :
ليس : فعل ماضي ناسخ مبني على الفتح.
البرُّ : خبر ( لَيْسَ ) مقدَّم منصوب و علامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. و اسم ليس ( أَنْ تُوَلُّوا ).

و يقول تعالى في الآية رقم 189 من سورة البقرة :

((يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ))

ليس البر :
ليس : فعل ماضي ناسخ جامد مبني على الفتح. ( جامد أي ليس له مضارع )
البرُّ : اسم ليس مرفوع و علامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

قال فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي ــ رحمه الله ــ في ذلك :
والملاحظ أن كلمة « البر » في هذه الآية جاءت مرفوعة ، لأن موقعها من الإعراب هو « اسم ليس » وهي تختلف عن كلمة « البر » التي جاءت من قبل في قوله تعالى : { لَّيْسَ البر أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ المشرق والمغرب } التي جاءت منصوبة؛ لأن موقعها من الإعراب هو « خبر مقدم لليس » .

إذن فمرة يكون الاسم معروفاً لك فتلحق به الوصف ، ومرة تجهل الاسم وتعرف الوصف فتلحق الاسم بالوصف . وهذا سر اختلاف الرفع والنصب في كلمة « البر » في كل من الآيتين . 

و قرأ حمزة وحفص: ليس البر بنصب الراء، والباقون برفعها، فمن رفعها جعل ( الْبِر ) اسم ليس، وخبره قوله: أن تولوا، تقديره: ليس البر توليتكم وجوهكم. كقوله تعالى مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلا أَنْ قَالُوا ائْتُوا ( 25- الجاثية ) . والبر كل عمل خير يفضي بصاحبه إلى الجنة واختلفوا في المخاطبين بهذه الآية، فقال قوم: عنى بها اليهود والنصارى، وذلك أن اليهود كانت تصلي قبل المغرب إلى بيت المقدس والنصارى قبل المشرق، وزعم كل فريق منهم: أن البر في ذلك، فأخبر الله تعالى أن البر غير دينهم وعملهم ولكنه ما بينه في هذه الآية وعلى هذا القول قتادة ومقاتل بن حيان. وقال الآخرون: المراد بها المؤمنون وذلك أن الرجل كان في ابتداء الإسلام قبل نـزول الفرائض إذا أتى بالشهادتين وصلى الصلاة إلى أي جهة كانت ثم مات على ذلك وجبت له الجنة.
ولما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ونـزلت الفرائض وحددت الحدود وصرفت القبلة إلى الكعبة أنـزل الله هذه الآية فقال: ( لَيْسَ الْبِرَّ ) أي كله أن تصلوا قبل المشرق والمغرب ولا تعملوا على غير ذلك ( وَلَكِنَّ الْبِرَّ ) ما ذكر في هذه الآية وعلى هذا القول ابن عباس ومجاهد وعطاء والضحاك. ( وَلَكِنَّ الْبِرَّ ) قرأ نافع وابن عامر ولكن خفيفة النون البر رفع وقرأ الباقون بتشديد النون ونصب البر.

﴿ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ﴾ [البقرة: 177] - قال ابن عثيمين في تفسيرها كلاما نفيسا قال ما مختصره:
البر في الأصل الخير الكثير؛ ومنه سمي البَرّ لسعته، واتساعه؛ ومنه البَرّ اسم من أسماء الله، كما قال تعالى: ﴿ إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ ﴾ [الطور: 28]؛ ومعنى الآية: ليس الخير، أو كثرة الخير، والبركة أن يولي الإنسان وجهه قبل المشرق أي جهة المشرق؛ أي جهة المغرب.

وهذه الآية نزلت توطئة لتحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة؛ فبين الله عز وجل أنه ليس البر أن يتوجه الإنسان إلى هذا، أو هذا؛ ليس هذا هو الشأن؛ الشأن إنما هو في الإيمان بالله... إلخ؛ أما الاتجاه فإنه لا يكون خيراً إلا إذا كان بأمر الله؛ ولا يكون شراً إلا إذا كان مخالفاً لأمر الله؛ فأيّ جهة توجهتم إليها بأمر الله فهو البر؛ وجاءت الآية بذكر المشرق، والمغرب؛ لأن أظهر، وأبين الجهات هي جهة المشرق، والمغرب.

هذا والله أعلم .


الاثنين، 5 يونيو 2017





.


.





نيلٌ فراتٌ زرتها ثم دِجلةٌ 
و أنهار خابورٍ بأرض عراق 
مررت بها يومًا إذ كنتُ عجِلةُ
رأيت بها ماء العِراق يُراق .

الثلاثاء، 16 مايو 2017

البروج الشمسية .

البروج الشمسية عددها اثنا عشر برجا وهي : 

الحمل والثور والجوزاء 
والسرطان والأسد والسنبلة
والميزان والعقرب والقوس
 والجدي والدلو والحوت .

ولأننا لا نستخدمها كثيرا ولا نتداول اسماءها إلا عند الحاجة 
فقد لا يستطيع الكثير من الناس سرد اسماء البروج متسلسلة 
ومرتبة وفي كل مرة 
وهذين البيتين نظمت حتى تسهل حفظ الأبراج .

                                                            حمل الثور جوزة السرطـانورعى الليث سنبل الميـزان
                                                            ورمى عقرب بقوس الجدينزح الدلـو بـر ْكـة الحيتـان




أما أهمية هذه البروج الاثنى عشر فهي مقياس لتحديد أزمنة 

السنة, أي فصولها, فإذا حلت الشمس بأول دقيقة من برج الحمل

(رأس الحمل) استوى الليل والنهار, واعتدل الزمان, وانصرف

الشتاء, ودخل فصل الربيع وهذا يتم في 21 آذار من السنة.
وإذا بلغت الشمس آخر الجوزاء وأول السرطان وذلك
في 21 حزيران تناهى طول النهار وقصر الليل ودخل فصل
الصيف, حيث يأخذ الليل في الزيادة والنهار في النقصان
إلى 23 من أيلول حيث تدخل الشمس رأس الميزان, ويحل 
عندها فصل الخريف متعادلاً طول الليل مع طول النهار ليأخذ
بعد بداية فصل الخريف طول الليل بالتفوق على طول النهار
ليبلغ طول الليل أقصاه عند دخول الشمس رأس
الجدي, لينتهي عندها فصل الخريف ويبدأ فصل الشتاء 
ويكون ذلك في 21 كانون الأول. ليأخذ بعدها طول الليل 
بالنقصان وطول النهار بالزيادة حتى تدخل الشمس من جديد
رأس برج الحمل ..وللعلم فنحن اليوم الجمعة الموافق
14/ محرم من عام / 1428هـ هو الثالث عشر من
برج الدلو للسنة الشمسية /1385هـ ش

الاثنين، 15 مايو 2017

ارجع البصر كرّتين



لاشيء يدعو للتأمل كالفلك !
عندما أقلّب بصري في السماء تحوطني الكثير من التساؤلات
 مثلًا فكرة دوران الأرض حول نفسها و ما ينتج عنه من تعاقب الليل و النهار
ثم مراحل ولادة القمر هلال ، بدر ، ثم يعود ليصبح هلالًا مرةً أخرى ..
و لمعان النجوم في عتمة السماء و أحجامها المختلفة
إلى كوكب الزهرة شديد اللمعانِ بعد المغيب
وكوكبة الدب القطبي أو ما يسمى بـِ  ( بنات نعش )
ثم أرجع البصر مرة أخرى للظواهر الكونية كالشهب و النيازك و المذنبات ، متى تتم ومتى تعود مرةً أخرى ،
و طرق حساب التواريخ من خلال القمر و النجوم
وكيف كانوا قديمًا يستدلون بها ، بل إنهم كانوا يعرفون ما إن كان هذا اليوم ملائمًا للسفر و غيره أم لا !

فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء و إليه ترجعون .
شكرًا معلمتي



عندما كنت في الصف الأول الإبتدائي كنت كغيري من التلميذات ، 
أمسك القلم فأكتبُ حرفًا ثم أتعثر لأحاول مجددا .
ولا أخفيكم علمًا فقد كان خطي بشعًا ، 
متباعد الأحرف يرتفع على السطر ثم ينزلق على السطر الآخر بشكل مائل!
انهيت كتابة إملائي وذهبت مسرعةً إلى المعلمة
 وكلي شوق لعبارات المدح والثناء التي كانت تُغدق بها زميلاتي في الصف ،
 أخذتْ كراستي ثم نظرت إليها ثم نهضت من كرسيها كالذي تأبّط شرًا ،
 و التفتت نحو التلمليذات وبصوت مرتفع صرخت قائلة : " أهذا خط " ؟
ثم طلبت مني إعادة الكتابة مرة واثنتان وعشرا حتى وهنت يدي من التكرار .
الجدير بالذكر أنني لم إنهِ الصف الثالث و الرابع والخامس وحتى المرحلة الأخيرة من الثانوية 
إلا و دفاتري تُطزر بتلك العبارات والثناء في حُسن الخط والترتيب .

فشكرا معلمتي !
لذة المناجاة



قد تضيق بنا الدنيا
و تنغلق دوننا الأبواب
و نرغب بالشكوى
لكننا لا نجد لها الأذن المُصغية.

قد تجتمع علينا المصائب والنكبات
فنشعر أننا وحيدين ، فنبكي !
نًصاب فنبكي
نضيق فنبكي
نضل نبكي و كأنه الحل !

ولكن هل جربت عندما تمر بأزمة يومًا أن تلجأ لله ؟
و ان تجعله أول من يسمع شكواك !
جرّب لذة المناجاة لله ، و أخبره ما في قلبك ، و كن على يقين تام أنه يعلم ما أصابك .
حتمًا ستكُف الحديث للبشر .




ليس بالضرورة أنك فاشل !



إذا لم تكنْ من ضمن المرشحين أو المقبولين في جامعة أو وظيفة معينة ، فليس بالضرورة أنك فاشل !

إذا لم تستطيع أن تدير مشروعك الصغير ، فليس بالضرورة أنك فاشل !

إذا لم تتوفق في علاقاتك الإجتماعية ، فليس بالضرورة أنك فاشل



إنما هي خيرة الله التي اختارها لك ، وصرفُه الذي صرفه عنك
فاطمئن ولا تقنط . 



لماذا رفعت البر في موضع ونصبت في آخر في القرآن الكريم ؟

لماذا نُصبت كلمة ( البر ) في الآية 177 من سورة البقرة؟ و رُفعتْ في الآية 189 ؟ يقول الله تعالى في الآية رقم 177 من سورة البقرة : ...